معاني استفعل في القرآن الكريم د. مالذ زليخة كلية اآلداب - جامعة دمشق دمشق - الجمهورية العربية السورية

Transcription

1 معاني استفعل في القرآن الكريم د. مالذ زليخة كلية اآلداب - جامعة دمشق دمشق - الجمهورية العربية السورية تاريخ االستالم تاريخ القبول الملخص تناول البحث قضية مهمة تتعلق بمعاني صيغة استفعل في القرآن الكريم فبين أن من معانيها ما هو واضح الداللة كالطلب ومنها ما هو خفي الداللة يحتاج إلى اجتهاد وتأمل الستنباطه وهو ما أطلق عليه النحاة والمفسرون باإلغناء عن المجرد أو بمعنى المجرد. وأثبت البحث أن الزيادة التي تكون بمعنى المجرد يمكن أن تنطبق على كالم البشر لكن ال يمكن أن تنطبق على كالم هللا جل وعال ألن الزيادة في القرآن ال بد أن تكون لفائدة ألن القرآن معجز وأن قاعدة الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى ال بد أن تطرد على كتاب هللا اطراد ا شامال لكل مفرداته وتراكيبه وأن األمر يحتاج إلى مزيد من التفكر والتأمل واالجتهاد في استنباط تلك المعاني واستجالء أسرارها اإلعجازية. مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 179 2

2 معاني استفعل في القرآن الكريم ) ( مقدمة: إن صيغة استفعل هي من األوزان المزيدة على الثالثي بثالثة أحرف وقد وردت في القرآن أفعال كثيرة على هذا الوزن تستدعي الوقوف بعض الشيء والتأمل في معانيها اإلعجازية التي أضفتها هذه األحرف الثالثة الزائدة على الفعل األصلي وال شك أن البيان اإللهي المعجز لن يجد فيه الباحث المتأمل حرف ا زائد ا بال فائدة ذلك ألن القرآن معجز في كل حرف من حروفه فال بد من أن يشمل اإلعجاز معانيه ومن هنا استنبط العلماء القاعدة اللغوية المعروفة: الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى. ولعل هذه القاعدة قد ال تطرد على كالم البشر مهما بلغ بهم العلم أما كالم الحق جل وعال فال بد من أن تطرد عليه اطراد ا شامال لكل مفرداته وتراكيبه من هنا كان على كل باحث غيور على اللغة العربية وعلى كتابها المبين أن يعيد النظر ويدقق البحث في معاني األحرف الزائدة في أبنية األفعال في القرآن ليستوحي المعنى اإلعجازي الذي أضيف على أصل الفعل وال بد من التنبيه هنا على أن المفسرين تجاوزوا الوقوف على بعض معاني صيغة استفعل التي وردت في القرآن فلم يتأملوا معانيها اإلعجازية مكتفين بما نثره علماء اللغة في كتبهم جاعلين من معاني هذه الصيغة عامة على كل المواضع التي وردت في القرآن وال أخفي أن بعض العلماء حاولوا أن يتلمسوا معاني جديدة مصطبغة بصبغة خاصة تخدم السياق اإلعجازي الذي وردت فيه فاضطرب تفسيرهم لبعض معاني الزيادة في استفعل مثل أبي حيان وبعضهم جعل معنى زيادة الهمزة والسين والتاء في الصيغ التي عدها من سبقه بمعنى المجرد واحدة أنى وردت فلم يزد على معنى المبالغة أو التأكيد معنى آخر مثل ابن عاشور. لكن جل المفسرين تناقلوا ما ذكره من سبقهم فاتحدت تفسيراتهم )1(. وسبب هذا االضطراب وهذا االختالف في تحديد معاني مثل هذه الزيادات بدقة في رأيي هو أن معاني تلك الصيغ ليست قطعية الداللة بل هي ظنية الداللة وقد جعلها هللا كذلك لحكمة بالغة وذلك ألن يدعو عباده إلى مزيد من التفكر واالجتهاد في اكتشاف معاني اآليات عامة وتلك الصيغ خاصة والقرآن الكريم كتاب معجز ال تنتهي عجائبه فال عجب أن نجتهد نحن كما اجتهد علماؤنا من قبلنا لنصل إلى معاني إعجازية تضيف تأويالت جديدة تخدم تفسير كتاب هللا. وقد وقع االختيار على صيغة استفعل لدراسة بعض معانيها التي قد يتوهم أنها لم تضف على أصل الفعل شيئ ا وأبدأ باسم هللا الرحمن الرحيم. المزيد على الثالثي بثالثة أحرف: للمزيد على الثالثي أربعة أوزان هي )2( : 1- استفعل: نحو: استغفر 2- اف ع و ع ل : نحو: اعشوشب 3- اف عال : نحو: اشهاب 4- اف ع و ل : نحو: اجلو ذ ) 3 ( وما يهمني من هذه األوزان هنا هو استفعل مدار البحث. 180 مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 2

3 د. مالذ زليخة ) ( استفعل ذكر ابن عصفور )4( أن استفعل»تكون متعدية وغير متعدية. فالمتعدية نحو: استحسنت الشيء. وغير المتعدية نحو: استقدم واستأخر. وتكون مبنية من فعل متعد وغير متعد. فالمبنية من متعد نحو: استعصم واستعلم هما مبنيان من: ع ص م وع ل م. والمبنية من غير المتعدي نحو: استحسن واستقبح هما مبنيان من ح س ن وق ب ح «. معانيها: إن زيادة الهمزة والسين والتاء تجيء ألغراض عدة بعضها يكون واضحا كالداللة على الطلب وبعضها أقل وضوحا وبعضها ال يكاد يلحظ لكنه في القرآن موجود حتم ا ومن تلك األغراض المبالغة أو التأكيد إال أنه ال ينبغي االتكاء عليهما في كل موضع )5( ألن المبالغة أو التأكيد غرض عام يساوي في مدلوله قولك: زيادة المبنى زيادة في المعنى. والمبالغة زيادة بال شك لكن علينا أال نلجأ إلى االقتصار على المبالغة إال إذا عجزنا عن القبض على داللة أخرى إلى جانبها. وألن لهذه الصيغة بالذات معاني أخرى غير تلك التي حصرها علماء الصرف في كتبهم ودليل ذلك قول الرضي )6( :»وقد يجيء لمعان أخر غير مضبوطة«. وقول ابن يعيش )7( :»والغالب على هذا الباب الطلب واإلصابة وما عدا ذينك فإنه يحفظ حفظ ا وال يقاس عليه«. وبناء على ذلك سأحاول استنباط تلك المعاني اإلضافية التي تفيدها استفعل ضمن السياق القرآني الذي وردت فيه من خالل اجتهادي وبذل أقصى ما أستطيع عسى أن يعينني المولى جل في عاله على استجالء تلك المعاني األخر التي بال شك ستكشف لنا عن جوانب إعجازية جديدة في هذا القرآن الذي ال تنتهي عجائبه. 1- الطلب: من المعروف أن أولى معاني استفعل: الطلب وهو إما حقيقي )صريح( نحو: استغفر واستعان واستطعم واستعتب واستعطى واستعطف واستوهب... إلخ. بمعنى: طلب المغفرة والعون والطعام... أو مجازي )تقديري( وهو كما تقول )8( :»أستخرج النكت وأستنبط المسائل فإنه بمعنى: أطلب خروج النكت من نفسي وأسألها نبوط المسائل بالتلطف والرفق«. ونحو )9( : استرفع الخ وان )10( واسترم البناء واسترقع الثوب. ونحو )11( : استخرجت الذهب من المعدن سميت الممارسة في إخراجه واالجتهاد في الحصول عليه طلب ا حيث ال يمكن الطلب الحقيقي. قال سيبويه )12( :»وأما استحقه فإنه يكون طلب حقه وأما استخفه فإنه يقول طلب خفته. وكذلك استعمله أي طلب إليه العمل وكذلك استعجلت ومر مستعجال أي مر طالب ا ذاك من نفسه متكلف ا إياه«. وأمثلة الطلب في القرآن كثيرة منها: ف ل يستأذنوا استأذن: في قوله تعالى )13( : }و إ ذ ا ب ل غ األ ط ف ال م نك م ال ح ل م ف ل ي س ت أ ذ ن وا ك م ا اس ت أ ذ ن ال ذ ين م ن ق ب ل ه م ك ذ ل ك ي ب ي ن هللا ل ك م آي ات ه و هللا ع ل يم ح ك يم{ أي فليطلبوا اإلذن... وقد أشار الراغب في مفرداته إلى معنى الطلب هذا فقال )14( :»واالستئذان: طلب اإلذن«. تستأنسوا: في قوله تعالى )15( : }ي ا أ ي ه ا ال ذ ين آم ن وا ال ت د خ ل وا ب ي وت ا غ ي ر ب ي وت ك م ح ت ى ت س ت أ ن س وا و ت س ل م وا مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 181 2

4 معاني استفعل في القرآن الكريم ) ( ع ل ى أ ه ل ه ا ذ ل ك م خ ي ر ل ك م ل ع ل ك م ت ذ ك ر ون{. قال الراغب )16( :»أي: تجدوا إيناس ا«. وأرى أن األنسب لمعنى اآلية طلب اإليناس ال إيجاده ألن االستئناس في اللغة االستئذان )17(. قال ابن عاشور )18( :»ومعنى تستأنسوا تطلبوا األنس بكم أي تطلبوا أن يأنس بكم صاحب البيت وأنسه به بانتفاء الوحشة والكراهية. وهذا كناية لطيفة عن االستئذان أي أن يستأذن الداخل أي يطلب إذن ا من شأنه أال يكون معه استيحاش رب المنزل بالداخل. قال ابن وهب قال مالك: االستئناس فيما نرى وهللا أعلم : االستئذان«. ومن أمثلة المجازي: استخرجها وتستخرجوا: في قوله تعالى )19( : }ف ب د أ ب أ و ع ي ت ه م ق ب ل و ع اء أ خ يه ث م اس ت خ ر ج ه ا م ن و ع اء أ خ يه {. وفي قوله تعالى )20( : }و ه و ال ذ ي س خ ر ال ب ح ر ل ت أ ك ل وا م ن ه ل ح م ا ط ر ي ا و ت س ت خ ر ج وا م ن ه ح ل ي ة ت ل ب س ون ه ا{. يرى ابن عاشور )21( أن»االستخراج: كثرة اإلخراج فالسين والتاء للتأكيد مثل: استجاب لمعنى أجاب«. وكأنه بتمثيله الستجاب يشير إلى أن الزيادة في استخرج بمعنى المجرد! وال أرى ذلك بل أرى أن معنى الزيادة في اآلية األولى هي الطلب المجازي كما هو رأي الحمالوي الذي ذكرته سابق ا. وفي اآلية الثانية يمكن أن نضيف إلى معنى الطلب المجازي معنى آخر وهو التكلف أي أنكم تتكلفون وتجهدون أنفسكم في طلب اإلخراج. استهوته: في قوله تعالى )22( : }ق ل أ ن د ع و م ن د ون هللا ك ال ذ ي اس ت ه و ت ه الش ي اط ين ف ي األ ر ض {. م ا ال ي نف ع ن ا و ال ي ض ر ن ا و ن ر د ع ل ى أ ع ق اب ن ا ب ع د إ ذ ه د ان ا هللا قال الراغب )23( :»أي: حملته على اتباع الهوى«. وقال ابن عاشور )24( :» االستهواء : استفعال أي طلب هوى المرء ومحبته أي استجالب هوى المرء إلى شيء يحاوله المستجل ب«. ورأى أبو علي الفارسي أنه بمعنى همزة التعدية فقال )25( :»استهواه بمعنى أهواه مثل استزل بمعنى أزل«. وذلك ألنه حمله على أنه من الهوي أي ألقته في هوة )26(. وفي رأيي أن زيادة الهمزة والسين والتاء هنا لتأدية معنى الطلب كما ذهب ابن عاشور. ورأى الزمخشري )27( أنه استفعال من هوى في األرض إذا ذهب فيها كأن معناه: طلبت هويه وحرصت عليه. ولم يرتض هذا ابن عاشور فقال )28( :»وال يعرف هذا المعنى من كالم أئمة اللغة ولم يذكره هو في األساس مع كونه ذكر: كالذي استهوته الشياطين ولم ينبه على هذا من جاء بعده والعرب يقولون: استهوته الشياطين إذا اختطفت الجن عقله فسيرته كما تريد. وذلك قريب من قولهم: سحرت ه«. لكن المالحظ أنه سواء أكان أصل استهوى من اله وى أم من اله وي أن الزيادة فيه للطلب وهو ما لم يختلف فيه العلماء. استنصره: قال تعالى )29( : }ف إ ذ ا ال ذ ي اس ت نص ر ه ب األ م س ي س ت ص ر خ ه ق ال ل ه م وس ى إ ن ك ل غ و ي م ب ين{. قال الراغب )30( :»واالستنصار: طلب النصرة«... وغيرها كثير )31(. وهذه األمثلة ونحوها معنى الطلب فيها واضح ال يحتاج إلى أدنى جهد من التفكير لكن هناك أمثلة أخرى وردت في القرآن على هذه الصيغة لم يقف عليها العلماء بتأمل يمكن أن ندرسها ونستشف منها معنى الطلب من ذلك: 182 مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 2

5 د. مالذ زليخة ) ( استزلهم: في قوله تعالى )32( : }إ ن ال ذ ين ت و ل و ا م نك م ي و م ال ت ق ى ال ج م ع ان إ ن م ا اس ت ز ل ه م الش ي ط ان ب ب ع ض م ا ك س ب وا { إذ اختلف العلماء في تفسير معنى الزيادة في الفعل: )استزلهم( فذهب بعضهم )33( إلى أنها بمعنى الطلب أي طلب منهم الزلل ودعاهم إليه ورأى بعضهم )34( أن ال معنى للطلب هنا ألنه ال يلزم من الطلب حصوله وإنما هي بمعنى أفعل أي أزلهم الشيطان. ومن هذا الفريق )35( من رأى أن في معنى الزيادة هنا التأكيد كاستفاد واستبشر وأنكر معنى الطلب ألن المقصود لومهم على وقوعهم في معصية الرسول فهو زلل واقع. وما أراه أن معنى الطلب هنا وارد بدليل قوله تعالى: }و م ا ك ان ل ي ع ل ي ك م م ن س ل ط ان إ ال أ ن د ع و ت ك م ف اس ت ج ب ت م ل ي{ فواضح هنا أن الشيطان طلب من الضعفاء بمكره اتباعه ودعاهم إلى ذلك فاستجابوا ألمره وإن كان معنى الطلب هنا مجازي ا غير حقيقي. وكذلك اآلية التي نحن بصددها طلب الشيطان من العصاة الوقوع في الزلل فاستجابوا لطلبه. وال أراها بمعنى أزلهم تمام ا ألن الشيطان لم يباشر اإلزالل حقيقة وإنما هو يفعل أفعاال تسبب وقوعهم في الزلل لذلك فمعنى الطلب غير المباشر وارد فيه. فلو قلنا مثال : ما فائدة الزيادة في استعطف لقيل: الطلب. ولكن االستعطاف قد يكون بطلب العطف مباشرة وقد يكون بطريقة غير مباشرة كأن يبكي الطفل أو يظهر على نفسه وهيئته ما يوجب العطف كذلك الشيطان إنما فعل أفعاال جعلتهم يزلون كتزيين المعصية وإشغال المرء بالوساوس حتى يقع في الزلل فكأنه بتصرفاته هذه يطلب منهم الزلل. ورأى العلماء )36( أن استفعل قد تجيء بمعنى أفعل وهذا يوهم القارئ أو الدارس أنها ال تفيد معنى جديد ا ومثلوا لذلك بنحو: استجاب وأجاب استيقن وأيقن استعجل وأعجل استبل من المرض وأبل وغيرها. وما أراه أن مثل هذا الوهم قد يصدق على كالم البشر كما أشرت في المقدمة أما في القرآن فال أرى هذا الرأي دقيق ا ألن األصل أن تكون للزيادة داللة معنوية لذلك قالوا: إن الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى وقد ذكر الرضي أن الزيادة على الفعل لم تأت عبث ا قال )37( :»اعلم أن المزيد فيه لغير اإللحاق ال بد لزيادته من معنى ألنها إذا لم تكن لغرض لفظي كما كانت في اإللحاق وال لمعنى كانت عبث ا فإذا قيل مثال : إن أقال بمعنى قال فذلك منهم تسامح في العبارة وذلك على نحو ما يقال: إن الباء في} ك ف ى ب الل { و من في }م ا م ن إ ل ه { زائدتان لما لم تفيدا فائدة زائدة في الكالم سوى تقرير المعنى الحاصل وتأكيده فكذا ال بد في الهمزة في أقالني من التأكيد والمبالغة«. إذن إن زيادة الهمزة والسين والتاء في القرآن ال بد أن تكون لداللة مرادة مهما كانت يسيرة أما هذه الداللة فقد نهتدي إليها وقد ال نهتدي أما القطع بأن ال فرق بين تلك الزيادة وبين الفعل المجرد منها فال أراه إال شطط ا. من ذلك مثال: أجاب واستجاب: وردتا في آيات كثيرة منها: الد اع إ ذ ا د ع ان ف ل ي س ت ج يب وا ل ي و ل ي ؤ م ن وا ب ي ل ع ل ه م }و إ ذ ا س أ ل ك ع ب اد ي ع ن ي ف إ ن ي ق ر يب أ ج يب د ع و ة ي ر ش د ون{ )38( }ف اس ت ج اب ل ه م ر ب ه م أ ن ي ال أ ض يع ع م ل ع ام ل م نك م م ن ذ ك ر أ و أ نث ى ب ع ض ك م م ن ب ع ض } )39( الد اع إ ذ ا د ع ان ف ل ي س ت ج يب وا ل ي و ل ي ؤ م ن وا ب ي ل ع ل ه م }و إ ذ ا س أ ل ك ع ب اد ي ع ن ي ف إ ن ي ق ر يب أ ج يب د ع و ة مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 183 2

6 معاني استفعل في القرآن الكريم ) ( ي ر ش د ون{ )40( فقد نجدهما في كالم البشر بمعنى واحد ال سيما في العصور التي اعترى الخلل واللحن فيها اللسان العربي أي أن الخلط إنما مرده إلى جهل أو قلة فصاحة أو عدم دقة وهذا وارد في أفعال البشر وأقوالهم وغير وارد فيما يصدر عن هللا تعالى علو ا كبير ا. قال الراغب )41( :»االستجابة قيل: هي اإلجابة وحقيقتها هي التحري للجواب والتهيؤ له لكن عبر به عن اإلجابة لقلة انفكاكها منها«. وإذا عدنا إلى كتب التفسير واللغة )42( وجدنا العلماء متفقين على أنهما بمعنى واحد قال ابن عاشور )43( :» استجاب بمعنى أجاب عند جمهور أئمة اللغة فالسين والتاء للتأكيد مثل: استوقد واستخلص. وعن الفراء وعلي بن عيسى الربعي أن استجاب أخص من أجاب ألن استجاب يقال لمن ق ب ل ما دعي إليه وأجاب أعم فيقال لمن أجاب بالقبول بالرد«. فالقول الذي نقله ابن عاشور عن الفراء وعلي يدل على أن من العلماء من فرق بينهما ووجد اختالفا وإن كان يسير ا. وممن فرق بينهما أيض ا العسكري في الفروق قال )44( :»وقولك: أجاب معناه فعل اإلجابة واستجاب: طلب أن يفعل اإلجابة ألن أصل االستفعال لطلب الفعل وصلح استجاب بمعنى أجاب ألن المعنى فيه يؤول إلى شيء واحد وذلك أن استجاب طلب اإلجابة بقصده إليها و أجاب : أوقع اإلجابة بفعلها«.»وفر ق الرماني بين أجاب واستجاب بأن استجاب فيه قبول لما دعي إليه قال: }ف اس ت ج اب ل ه م ر ب ه م { }ف اس ت ج ب ن ا ل ه و ن ج ي ن اه م ن ال غ م { وليس كذلك أجاب ألنه قد يجيب بالمخالفة«)45(. وفي البحر )46(»أن أجاب عام و استجاب خاص في حصول المطلوب«. ويرى الشيخ الشعراوي )47( رحمه هللا:»وهناك فارق بين االستجابة و اإلجابة ف االستجابة هي: أن يجيبك من طلبت منه إلى ما طلبت ويحققه لك و اإلجابة هي: أن يجيبك من سألت ولو بالرفض لما تقول وقد يكون الجواب ضد مطلوب ما سألت«. وإذا دققنا النظر في تلمس الفرق بين الفعلين وجدنا أن الفعل أجاب ومصدره إجابة يكثر استعمالهما في المواطن التي يكون فيها الرد سريع ا دون اقتضاء اإللحاح وكثرة السؤال كقوله تعالى: }أ م ن ي ج يب ال م ض ط ر إ ذ ا د ع اه { )48(. فهنا لم يكن لدى المضطر متسع من الوقت لينتظر الد اع إ ذ ا د ع ان } )49( فاقتران الغوث وقوله تعالى: }و إ ذ ا س أ ل ك ع ب اد ي ع ن ي ف إ ن ي ق ر يب أ ج يب د ع و ة القرب مع اإلجابة في اآلية يدل على سرعة اإلجابة وكذلك قول النبي في حق المسلم على المسلم: )وإذا دعاك فأج ب ه( )50( وهكذا في كثير من مثل هذه المواطن. أما استجاب ومصدره استجابة فأكثر ما يستعمالن عندما يكون الرد إما بعد حين أو يكون بعد إلحاح في الطلب نحو: }و ق ال ر ب ك م اد ع ون ي أ س ت ج ب ل ك م { )51( والمقصود كثرة الدعاء والتضرع وقوله تعالى: }ف ل ي س ت ج يب وا ل ي و ل ي ؤ م ن وا ب ي ل ع ل ه م ي ر ش د ون{) 52 ( ألنهم دعوا إلى هللا مرار ا على لسان النبي. وتستعمل مع النفي كأن يمنع مانع من الرد نقول: ال ي ستجاب لدعوة المرتاب وقوله تعالى: }إ ن م ا ي س ت ج يب ال ذ ين ي س م ع ون } )53( ألنه يتضمن أن الذين ال يسمعون ال يستجيبون. أما الموقف الذي استشهد فيه بهذه اآلية: }إ ذ ت س ت غ يث ون ر ب ك م ف اس ت ج اب ل ك م أ ن ي م م د ك م ب أ ل ف م ن ال م آلئ ك ة م ر د ف ين{ )54( فهو ليس كالمواقف في اآليات األخرى التي ورد فيها أجاب دون زيادة إذ لو طبقنا ما قلناه بشأن المواطن التي يكثر فيها استجاب على تلك اآلية لوجدناه متحقق ا فاآلية 184 مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 2

7 د. مالذ زليخة ) ( نزلت في يوم بدر ومن المؤكد أن دعاء النبي والمؤمنين بالنصر وهزيمة أعداء هللا واستغاثتهم لم يكن مبدؤها يوم المعركة وإنما كان الدعاء يوم المعركة استمرار ا لما سبقه من دعاء سابق كما أن تلك االستغاثة كانت مناشدة هللا عز وجل لينجز وعد ا سابق ا بهزيمة المشركين كذلك مسألة اإللحاح متحققة في ذلك الموقف فقد ذكر السيوطي في سبب نزول هذه اآلية ما نصه )55( :»روى الترمذي عن عمر بن الخطاب قال: نظر نبي هللا صلى هللا عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثالث مئة وبضعة عشر رجال فاستقبل القبلة ثم مد يديه وجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل اإلسالم ال تعبد في األرض فما زال يهتف بربه ماد ا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه وألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي هللا كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل هللا: }إ ذ ت س ت غ يث ون ر ب ك م ف اس ت ج اب ل ك م أ ن ي م م د ك م ب أ ل ف م ن ال م آلئ ك ة م ر د ف ين{ فأمد هم هللا بالمالئكة«. إذن فالدعاء هنا لم يكن في موقف مباغت ولم يخل من اإللحاح. 2- الصيرورة: من المعاني التي تفيدها استفعل الصيرورة أي التحول من حال إلى حال وهي إما حقيقة نحو: استحجر الطين واستحصن الم ه ر : أي صار ح ج ر ا وح صان ا. أو مجاز ا كما في المثل )56( : إن البغاث بأرضنا يستنسر أي يصير كالن سر في القوة. والب غاث: طائر ضعيف الطيران ومعناه: إن الضعيف بأرضنا يصير قوي ا الستعانته بنا )57(. ومن أمثلته في القرآن: يستخلفنهم استخلف: في قوله تعالى )58( : }و ع د هللا ال ذ ين آم ن وا م نك م و ع م ل وا الص ال ح ات ل ي س ت خ ل ف ن ه م ف ي األ ر ض ك م ا اس ت خ ل ف ال ذ ين م ن ق ب ل ه م {. قال الراغب )59( :»والخالفة النيابة عن الغير إما لغيبة المنوب عنه وإما لموته وإما لعجزه وإما لتشريف المستخلف. وعلى هذا الوجه األخير استخلف هللا أولياءه في األرض قال تعالى: هو الذي جعلكم خالئف في األرض «. ورأى ابن عاشور )60( أن»السين والتاء لتأكيد الفعل مثل استجاب له أي جعلهم أحرارا غالبين ومؤسسين ملكا في األرض المقدسة«. وأرى أن معنى السين والتاء هنا هو الصيرورة )61( أي: صيرهم خلفاء وهذا المعنى يتضمنه قول ابن عاشور: أي جعلهم أحرارا االتخاذ: ومن أمثلته: استعبد عبد ا واستخدم خادم ا واستأبى أب ا )62( أي: اتخذ أب ا له. واستألم )63( أي: ل ب س أل م ة الحرب. ومن أمثلته في القرآن: ج ر ت ال ق و ي األ م ين{. استأجره: في قوله تعالى) 64 (: }ق ال ت إ ح د اه م ا ي ا أ ب ت اس ت أ ج ر ه إ ن خ ي ر م ن اس ت أ ذكر السيوطي )65( أن استفعل تأتي لالتخاذ نحو: استعبد عبد ا واستأجر أجير ا. وأرى أن الزيادة قد تأتي في الفعل )استأجر( في بعض المواضع لمعنى االتخاذ لكنها في )استأجر ه( في اآلية أقرب إلى الطلب الحقيقي كأن الفتاة قالت ألبيها: )اطلب منه أن يأجرك( ويؤيد هذا أن األب ج ر ن ي ث م ان ي ح ج ج ) فهو هنا ن ك ح ك إ ح د ى اب ن ت ي ه ات ي ن ع ل ى أ ن ت أ قال له بعد ذلك )ق ال إ ن ي أ ر يد أ ن أ يطلب منه أن يأجره على أن االتخاذ ليس خطأ ألنه يصح معنى )اتخذ ه أجير ا( لكن السياق يرجح الطلب هنا وال سيما أن اتخاذ موسى عليه السالم أجير ا لم يحصل إال بعد الطلب والموافقة أي أن الطلب سابق على االتخاذ وهللا أعلم. أستخلصه: في قوله تعالى )66( : }و ق ال ال م ل ك ائ ت ون ي ب ه أ س ت خ ل ص ه ل ن ف س ي{. مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 185 2

8 معاني استفعل في القرآن الكريم ) ( أي أتخذه خالص ا لنفسي قال الزمخشري )67( :»يقال استخلصه واستخصه إذا جعله خالصا لنفسه وخاصا به«.وذكر صاحب التحرير )68( أن»السين والتاء في أستخلصه للمبالغة. مثلها في استجاب واستأجر. والمعنى: أجعله خالص ا لنفسي أي خاص ا بي ال يشاركني فيه أحد وهذا كناية عن شدة اتصاله به والعمل معه«. وكأن ابن عاشور يرى أن زيادة السين والتاء تفيد معنى عاما وهو المبالغة أو التأكيد ثم هي بعد ذلك إما أن تفيد معنى خاصا إضافيا أو ال تفيد. وإال فكيف جعل الزيادة هنا مثلها في استجاب أي بمعنى المجرد كما ذكر في غير موضع بل جعل الزيادة في استأجر مثلها في استجاب أيضا!!. ثم بعد ذلك يقول مبين ا المعنى: أجعله خالص ا لنفسي.. فكلمة: أجعله هي في الواقع بمعنى: أتخذه فكأنه يقصد ضمني ا هذا المعنى وإن لم يصرح به وقد جعله معنى خاصا إضافة إلى المعنى العام وهو المبالغة والتأكيد وهللا أعلم. وذكر الشوكاني )69( أن»االستخالص: طلب خلوص الشيء من شوائب الشركة«. أي أنه جعلها للطلب. وال أرى هذا المعنى في اآلية ولعله ذكر هذا المعنى على أنه عام بعد أن ذكر المعنى الخاص لآلية وهو قوله )70( :»أجعله خالص ا لي دون غيري وقد كان قبل ذلك خالص ا للعزيز«. ويقصد بالجعل هنا االتخاذ )71( وهللا أعلم. 4- اعتقاد صفة الشيء: ويسميه بعضهم: المصادفة واإلصابة. ومن أمثلته: استعظمته: أي: اعتقدته عظيم ا واستكرمته واستصغرته واستحسنته...إلخ. فإن وجدته على صفة أصله كان استفعل لإلصابة نحو: استكرمته أي أصبته كريما واستجدته أي وجدته جيد ا وكريم ا )72(. وقد ورد في القرآن الكريم بعض األمثلة التي تدل على هذا المعنى وهي: تستخفونها: في قوله تعالى )73( : }و ج ع ل ل ك م م ن ج ل ود األ ن ع ام ب ي وت ا ت س ت خ ف ون ه ا ي و م ظ ع ن ك م و ي و م إ ق ام ت ك م {. قال أبو حيان )74( :»ومعنى تستخفونها: تجدونها خفيفة المحمل في الضرب والنقض والنقل«. وقال اآللوسي )75( :»أي تجدونها خفيفة سهلة المأخذ فالسين ليست للطلب بل للوجدان كأحمدته: وجدته محمودا«وقال ابن عاشور )76( :»السين والتاء في تستخفونها للوجدان أي تجدونها خفيفة أي خفيفة المحمل حين ترحلون إذ يسهل نقضها من مواضعها وطيها وحملها على الرواحل وحين تنيخون إناخة اإلقامة في الموضع المنتقل إليه فيسهل ضربها وتوثيقها في األرض«. فمعنى الزيادة هنا هو اإلصابة أي وجود الشيء على صفة أصله وليس االعتقاد. ورأى عضيمة في المغني )77( أن مما ورد في القرآن بالمعنى األول أي االعتقاد: قوله تعالى )78( : }و ج ح د وا ب ه ا و اس ت ي ق ن ت ه ا أ نف س ه م ظ ل م ا و ع ل و ا{. أي اعتقدت أنفسهم أنها موقنة بذلك لكن الحقيقة خالف ذلك. ورأى في الدراسات )79( أنها بمعنى: )ت ف ع ل (. وأرى أن الزيادة هنا أفادت استمرار اليقين وثباته ورسوخه وأفادت أيضا معنى الطلب أي الطلب المجازي كأن أنفسهم تريد اليقين وتطلبه في هذه اآليات وهم يكابرون ويجحدون بها مخالفين ما تطلبه أنفسهم. استكبر استكبروا: في قوله تعالى )80( : }و إ ذ ق ل ن ا ل ل م ال ئ ك ة اس ج د وا آلد م ف س ج د وا إ ال إ ب ل يس أ ب ى 186 مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 2

9 د. مالذ زليخة ) ( و اس ت ك ب ر و ك ان م ن ال ك اف ر ين{ وقوله )81( : }ف ق ال الض ع ف اء ل ل ذ ين اس ت ك ب ر وا إ ن ا ك ن ا ل ك م ت ب ع ا{. قال الرضي )82( :»واستكبر وتكبر: أي اعتقد في نفسه أنها كبيرة«. ويرى أبو حيان أن معنى الزيادة في استكبر هو الطلب أو أنها بمعنى )ف ع ل ( أو لموافقة )ت ف ع ل ( قال )83( :»و استكبروا : طلبوا الهيبة ألنفسهم وهو من الكبر فيكون استفعل للطلب وهو بابها أو تكون استفعل بمعنى فعل أي كبروا لكثرة المال والجاه فيكون مثل: عجب واستعجب«. وقال أيضا )84( :»وأما استفحل الخطب فاستفعل فيه موافقة لتفعل أي: تفحل الخطب نحو: استكبر وتكبر«. ورأى الحمالوي أن في استكبر معنى القوة وقد استفرد بهذا الرأي وبهذا المعنى الذي أضافه لمعاني استفعل ممثال له باست ه ت ر )85( واستكبر فقال )86( :»أي قوي ه تره وكبره«. ولعل الزيادة في است هت ر تقبل هذا المعنى ألن الولوع بالشيء واإلفراط فيه يقبل معنى القوة. أما الزيادة في استكبر فلعلها تقبل معنى القوة في التركيب البشري ولكنها في رأيي ال تقبل هذا المعنى في تركيب البيان اإللهي ألن البشر يطلقون على سيد القوم أو صاحب المنصب والمكانة كلمة كبير فسيد القوم تعني كبيرهم فإذا قلنا إنه استكبر وهو في األصل كبير بالمعنى النسبي فكأن الزيادة هنا تعني أنه قوي كبره أو أفرط في الكبر حتى تجاوز حد حجمه كمخلوق بشري. أما الزيادة في استكبر التي يصف بها البيان اإللهي عباده الضعفاء فال شك أن معناها يختلف عن ذاك المعنى فاستكبار العبد مع كونه ضعيف ا ألنه عبد مملوك لل ال يملك من أمره شيئ ا تعني أنه اعتقد نفسه كبير ا وهو ليس كذلك كما قال جل وعال: )أ ن ر آه اس ت غ ن ى( )87( أي اعتقد وظن نفسه غني ا أو خ ي ل إليه ذلك. فاالستكبار هنا معناه توهم الكبر. وبناء على هذا أرى ما يراه الرضي في معنى الزيادة في استكبر ألنه يتوافق مع المعنى المراد في القرآن أما المعنى الذي ذكره الحمالوي فهو معنى عام ال أراه متوافق ا مع المعنى المراد في القرآن. فمعنى الزيادة في استكبر هنا: اعتقد نفسه كبير ا كما ذهب الرضي وهللا أعلم. 5- مطاوعة أفعل : ومن أمثلته: أحكمته فاستحكم وأرحته فاستراح وأقمته فاستقام )88(. ومن أمثلته في القرآن: يستبشرون فاستبشروا: في قوله تعالى) 89 (: }و ي س ت ب ش ر ون ب ال ذ ين ل م ي ل ح ق وا ب ه م م ن خ ل ف ه م أ ال خ و ف ع ل ي ه م و ال ه م ي ح ز ن ون{. وقوله )90( : { ف اس ت ب ش ر وا ب ب ي ع ك م ال ذ ي ب اي ع ت م ب ه و ذ ل ك ه و ال ف و ز ال ع ظ يم{ وقوله )91( : }ض اح ك ة م س ت ب ش ر ة{. قال ابن عاشور )92( :»واالستبشار: أثر البشرى في النفس فالسين والتاء للتأكيد مثل استعجم«. أي أنه يرى أن معنى الزيادة هنا عام وهو إفادة التأكيد وليس لهذا الفعل معنى خاص إضافي يميزه من غيره. وأود اإلشارة هنا إلى أن استعماله التأكيد تارة والمبالغة تارة أخرى ال يؤخذ عليه ألن المبالغة والتأكيد قد يلتقيان فالمبالغة تعني الكثرة وقد تعني اإللحاح وفي الكثرة والتكرار واإللحاح نوع من التأكيد. وقال أبو حيان )93( :»قال ابن عطية )94( : وليست استفعل في هذا الموضع بمعنى طلب البشارة بل هي بمعنى: استغنى هللا واستمجد المرخ والعفار. انتهى كالمه. أما قوله: ليست بمعنى طلب البشارة فصحيح. وأما قوله: بل هي بمعنى: استغنى هللا واستمجد المرخ والعفار فيعني أنها تكون بمعنى الفعل المجرد كاستغنى بمعنى غني واستمجد بمعنى مجد. ونقل أنه يقال: بش ر الرجل بكسر الشين مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 187 2

10 معاني استفعل في القرآن الكريم ) ( فيكون استبشر بمعناه. وال يتعين هذا المعنى بل يجوز أن يكون مطاوع ا ألفعل وهو األظهر أي: أبشره هللا فاستبشر كقولهم: أكانه فاستكان وأشاله فاستشلى وأراحه فاستراح وأحكمه فاستحكم وأكنه فاستكن وأمر ه فاستمر وهو كثير. وإنما كان هذا األظهر هنا ألنه من حيث المطاوعة يكون منفعال عن غيره فحصلت له البشرى بإبشار هللا له بذلك. وال يلزم هذا المعنى إذا كان بمعنى المجرد ألنه ال يدل على المطاوعة«. والغريب أن أبا حيان نفسه الذي أنكر على ابن عطية قوله أن استبشر بمعنى الفعل المجرد ورأى أن معنى الزيادة في الفعل المطاوعة نجده في موضع آخر يتفق مع ابن عطية فيما ذهب إليه فيقول في معنى استبشروا في قوله تعالى: { ف اس ت ب ش ر وا ب ب ي ع ك م ال ذ ي ب اي ع ت م ب ه و ذ ل ك ه و ال ف و ز ال ع ظ يم{:»وليست استفعل هنا للطلب بل هي بمعنى أفعل كاستوقد وأوقد«)95(. أي بمعنى الفعل المجرد من الزيادة فهل يعني هذا االختالف أن معنى استبشروا هنا يختلف عن معنى يستبشرون هناك! قبل أن أبين رأيي في معنى الزيادة في استبشر أود اإلشارة إلى أن البشر والبشارة كليهما فيه معنى الفرح والسرور إال أن البشر هو بمعنى الفرح نفسه والبشارة األمر المفرح أو الخبر السار )96(. وعليه إنما تفيد الزيادة في استبشر معنى الطلب غالب ا إذا كان الفعل متعدي ا )97( أي له مفعول به مثل استبشرت الغالم بدينار أي سألته البشارة بدينار. وواضح أن الفعل في اآليتين ليس على هذا المعنى وإنما أفادت الزيادة الفائدة العامة وهي الداللة على المعالجة وهي هنا تحديث النفس وتبشيرها بالفرح المنتظر والبشر فهم في اآلية األولى لما رأوا النعيم أخذ كل منهم يبشر نفسه بأهله وذريته الصالحين إذ إن لهم مثل ما له من النعيم وفي اآلية الثانية نجد هللا تعالى يأمرهم بأن يبشروا أنفسهم بثواب ذلك البيع وهذا فيه مطاوعة على نحو قولي: أعد الرجل نفسه لألمر أراح الرجل نفسه فإذا زدت الهمزة والسين والتاء استغنيت عن المفعول واكتفيت بالفاعل استعد الرجل استراح الرجل وقد ورد االستبشار بهذا المعنى في غير اآليتين مثل قوله تعالى: و ف ض ل و أ ن هللا ال ي ض يع أ ج ر ال م ؤ م ن ين{ وقوله: }و ج اء أ ه ل ال م د ين ة }ي س ت ب ش ر ون ب ن ع م ة م ن هللا ي س ت ب ش ر ون{ وقوله: }ف إ ذ ا أ ص اب ب ه م ن ي ش اء م ن ع ب اد ه إ ذ ا ه م ي س ت ب ش ر ون{. فمعنى يستبشرون في كل ما سبق هو يبشرون أنفسهم وهذا ما قصده أبو حيان وهللا أعلم. وقد تحتمل أيضا تبشير النفس مع المبالغة في البشر إال إذا كانت للطلب كالمثال استبشرت الغالم بدينار ونحو هذا. على أنه أحيان ا قد ال يظهر الطلب وال تبشير النفس وإنما يفهم من الزيادة المبالغة في البشر والفرح فحسب وذلك في نحو قوله: }ض اح ك ة م س ت ب ش ر ة{. 6- لإلغناء عن المجرد: أي للداللة على عدم ورود ثالثي مجرد له بمعناه نحو قوله تعالى )98( : }إ ن هللا ال ي س ت ح ي ي أ ن ي ض ر ب م ث ال م ا ب ع وض ة ف م ا ف و ق ه ا{ وقوله )99( : }ل ن ي س ت نك ف ال م س يح أ ن ي ك ون ع ب د ا لل {. لعلهم أرادوا باإلغناء عن المجرد هنا أن العرب اقتصرت غالب ا على استعمال الفعلين استحيا استنكف مزيدين ولم تستعملهما مجردين أحيانا ومزيدين أحيانا أخرى في دائرة المعنى نفسه بغض النظر عن الزيادة المعنوية ومثل ذلك: تكل م حد ث تحد ث فالزيادة فيما سبق لم تفد زيادة في المعنى على المجرد ألن المجرد مهمل أصال وإن استعمل فإنما يستعمل لمعنى آخر ولكن هذا يختلف عن أخرج استخرج نصر انتصر استنصر فهنا المجرد والمزيد يدوران في معنى مشترك وإن أفادت الزيادة زيادة في المعنى إال أنها في إطار المعنى األساس. لكن هناك أفعال جاءت في القرآن على استفعل عد العلماء بعضها بمعنى الثالثي المجرد وبعضها 188 مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 2

11 د. مالذ زليخة ) ( بمعنى تفعل وبعضها بمعنى افتعل. أي أن السين والتاء لم يزيدا على الفعل أي معنى إضافي. وفي رأيي إن هذه األفعال إذا تأملها الدارس وتفكر فيها بتأن وروية يرى أن لها معاني إعجازية رائعة لكنها في معظمها غير واضحة كما هي في غيرها حتى إن بعضها قد يحتمل أكثر من معنى كما سيتبين ومن هذه األفعال: استقاموا: في قوله تعالى )100( : }ف م ا اس ت ق ام وا ل ك م ف اس ت ق يم وا ل ه م إ ن هللا ي ح ب ال م ت ق ين{ قال الراغب )101( :»استقامة اإلنسان: لزومه المنهج المستقيم«. وقال أبو حيان )102( :»استقام: استفعل بمعنى الفعل المجرد من الزوائد وهذا أحد معاني استفعل وهو أن يكون بمعنى الفعل المجرد وهو قام والقيام هو االنتصاب واالستواء من غير اعوجاج«. وقال ابن عاشور )103( :»االستقامة: حقيقتها عدم االعوجاج والسين والتاء للمبالغة مثل: استجاب واستحب وإذا قام الشيء انطلقت قامته ولم يكن فيه اعوجاج«. أرى أنه قد يصح هنا أن تكون الزيادة للمبالغة في الفعل استقم كما ذكر صاحب التحرير والتنوير لكن يمكن أن تدل الزيادة مع المبالغة على شيء آخر هو معنى أق م نفسك أي على الحق وهذا ال يعني أني أقول: إن استقام بمعنى أقام تمام ا ألن بينهما فرق ا هو أن أقام متعد يحتاج إلى مفعول و استقام هنا يؤدي معناه دون الحاجة إلى المفعول وهذا يصلح حينما يكون مفعول أقام ونحوه هو كلمة نفس أي نفس الفاعل ومنه: استعلى استلقى استرخى... فهي بمعنى أعلى نفس ه ألقى نفس ه أرخى نفس ه... لكن الهمزة والسين والتاء أغنتنا عن ذكر المفعول به نفس وصار الالزم استعلى محقق ا لمعنى المتعدي أعلى بدون حاجة إلى مفعول. وهناك فرق آخر بين استقام وقام وهو أن استقام يزيد على قام بأنه يدل على االستمرار والثبات وتأكيد القيام واالعتدال كما في قر واستقر. )نستدرجهم(: في قوله تعالى )104( : }و ال ذ ين ك ذ ب وا ب آي ات ن ا س ن س ت د ر ج ه م م ن ح ي ث ال ي ع ل م ون{ قال الراغب )105( :»والدرج: طي الكتاب والثوب ويقال للمطوي: درج. واستعير الدرج للموت كما استعير الطي له في قولهم: طوته المنية وقولهم: من دب ودرج أي: من كان حيا فمشى ومن مات فطوى أحواله وقوله: سنستدرجهم من حيث ال يعلمون قيل معناه: سنطويهم طي الكتاب عبارة عن إغفالهم نحو: وال تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وقيل: سنستدرجهم معناه: نأخذهم درجة فدرجة وذلك إدناؤهم من الشيء شيئا فشيئا كالمراقي والمنازل في ارتقائها ونزولها«. قال ابن عاشور )106( :»واالستدراج: استنزال الشيء من درجة إلى أخرى في مثل السلم وكأن أصل السين والتاء فيه للطلب أي محاولة التدرج أي التنقل في الدرج والقرينة تدل على إرادة النزول إذ التنقل في الدرج يكون صعودا ونزوال ثم شاع إطالقه على معاملة حسنة لمسيء إلى إبان مقدر عند حلوله عقابه«. وال أرى نستدرجهم بمعنى الثالثي المجرد تماما وإن كان بينهما اشتراك في المعنى العام لكن المجرد إذا استعمل بهذا المعنى فإنه غالبا يكون الزما يقال: درج فالن في كذا أو على كذا ويزاد بالتضعيف ويزاد بالهمز أيضا بمعان متقاربة. أما الزيادة بالهمزة والسين والتاء فإني أوافق ما ذهب إليه ابن عاشور غير أني أود اإلشارة إلى أن معنى الطلب هنا ليس طلبا مباشرا مثل: استطعم استعان ذلك أن االستدراج إنما يستعمل غالبا بصحبة أمرين: أحدهما االنتقال التدريجي مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 189 2

12 معاني استفعل في القرآن الكريم ) ( درجة درجة من حال إلى أخرى فهو ال يتم دفعة واحدة واآلخر أن المستدر ج )الفاعل( ال يباشر عملية النقل بنفسه وإنما يتخذ إجراءات يغلب عليها الحكمة أو الدهاء ليجعل المستدر ج )المفعول به( يقوم باالنتقال التدريجي دون أن يشعر وهذا االنتقال يكون وفق إرادة المستدر ج وفي االتجاه الذي يريده. وهنا يتضح الفرق بين )درج( و)أدرجت ه( و)استدرجته( فاألول درج بفعله هو بناء على قراره وال عالقة إلرادتي فيه والثاني درج بفعلي أنا بناء على قراري بدون إرادته هو والثالث درج بفعله هو بناء على قراره وإرادته الظاهرية لكنه في حقيقة األمر لم يعلم أنه درج بفعله لكن وفق إرادتي التي يسير لتحقيقها دون أن يشعر. خاتمة: بعد هذه الدراسة لمعاني استفعل في القرآن نصل إلى أن الزيادة في أبنية األفعال في القرآن الكريم ال يمكن أن تكون من دون فائدة مهما صغرت تلك الفائدة ومن هذه الفوائد ما يكون جلي ا كالداللة على الطلب في مثل: استنصر استعان وغيرها ومنها ما ال يكون واضح ا مثل األفعال التي جعل معظم المفسرين الزيادة فيها بمعنى المجرد أو اإلغناء عن المجرد وتبين لنا بعد الدراسة والتأمل أنها تفيد معاني أخرى غير مضبوطة كما ذكر الرضي بل قد تحتمل الزيادة أحيان ا أكثر من معنى وعرفنا أن قصدهم باإلغناء عن المجرد أن العرب اقتصرت غالب ا على استعمال بعض األفعال مزيدة ولم تستعملها مجردة أحيان ا ومزيدة أحيان ا أخرى في دائرة المعنى نفسه بغض النظر عن الزيادة المعنوية مثل: استنكف واستحيا فالزيادة فيما سبق لم تفد زيادة في المعنى على المجرد ألن المجرد مهمل أصال. أما سائر األفعال التي جعل المفسرون الزيادة فيها بمعنى المجرد مثل: استوقد واستجاب وغيرها فال ينطبق على كتاب هللا البتة وأن معنى التأكيد أو المبالغة الذي ذكره ابن عاشور في أغلب تفسيره لتلك الزيادة التي عدها غيره بمعنى المجرد إنما قصد به المعنى العام فإذا ه دي إلى المعنى الخاص أضافه وإال فال وأن خروج ابن عاشور عن سنن غيره من المفسرين في تسمية تلك الزيادة باإلغناء عن المجرد ومحاولته تلمس معنى جديد يختلف عنه دليل على عدم اقتناعه بمناسبة هذا المعنى على الزيادة في القرآن وأنه ال بد من فتح باب االجتهاد في استنباط أسرار معاني تلك الكلمات اإلعجازية كما أكدت ذلك في البحث. المصادر والمراجع كتاب: األستراباذي رضي الدين. )1982(. شرح شافية ابن الحاجب تحقيق محمد نور الحسن وآخرين بيروت دار الكتب العلمية. كتاب: األصفهاني الراغب أبو القاسم الحسين بن محمد. )1996(. مفردات ألفاظ القرآن تحقيق صفوان عدنان داوودي ط 1 دمشق دار القلم. كتاب: اآللوسي أبو الفضل شهاب الدين روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني تحقيق د. السيد محمد السيد سيد إبراهيم عمران القاهرة دار الحديث. كتاب: األندلسي أبو حيان محمد بن يوسف. )1998( ارتشاف الضرب من لسان العرب تحقيق د. رجب عثمان محمد مراجعة د. رمضان عبد التواب ط 1 القاهرة مكتبة الخانجي. 190 مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 2

13 د. مالذ زليخة ) ( كتاب: األندلسي أبو حيان محمد بن يوسف. )1992(. البحر المحيط بيروت دار الفكر. كتاب: األندلسي ابن عطية محمد بن علي. )2001(. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز تحقيق عبد السالم محمد ط 1 بيروت دار الكتب العلمية. كتاب: ابن جني أبو الفتح عثمان. )1954(. المنصف شرح تصريف المازني تحقيق إبراهيم مصطفى وعبد هللا أمين ط 1 مصر مطبعة البابي الحلبي. كتاب: الحمالوي أحمد. )1999(. شذا العرف في فن الصرف ضبطه وعلق عليه عالء الدين عطية ط 2 دمشق مكتبة دار البيروتي. كتاب: الزمخشري جار هللا محمود بن عمر. )1998(. الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل تحقيق الشيخ عادل عبد الموجود الشيخ علي معوض شارك في تحقيقه د. فتحي عبد الرحمن أحمد حجازي ط 1 الرياض مكتبة العبيكان. كتاب: ابن السراج محمد بن السري. )1999(. األصول في النحو تحقيق د. عبد الحسين الفتلي ط 4 بيروت مؤسسة الرسالة. كتاب: سيبويه عمرو بن عثمان. )1988(. الكتاب تحقيق وشرح عبد السالم هارون ط 3 القاهرة مكتبة الخانجي. كتاب: السيوطي جالل الدين.) 1990 (. أسباب النزول طبعة مصححة ومقابلة بعناية د. بديع اللحام ط 1 بيروت دار الهجرة. - كتاب: السيوطي جالل الدين. ) 1980 (.همع الهوامع في شرح جمع الجوامع تحقيق وشرح د. عبد العال سالم مكرم الكويت دار البحوث العلمية. كتاب: الشعراوي تفسير الشعراوي محمد متولي أخبار اليوم. كتاب: الشوكاني محمد بن علي. )1998(. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ط 2 دمشق دار الكلم الطيب. كتاب: ابن عاشور محمد الطاهر. )2000(. التحرير والتنوير ط 1 بيروت مؤسسة التاريخ. كتاب: العسكري أبو هالل الحسن بن عبد هللا. )1981( الفروق في اللغة تحقيق لجنة إحياء التراث العربي ط 5 بيروت منشورات در اآلفاق الجديدة. كتاب: ابن عصفور علي بن مؤمن. )1970(. الممتع في التصريف تحقيق فخر الدين قباوة ط 1 حلب المطبعة العربية. كتاب: عضيمة محمد عبد الخالق دراسات ألسلوب القرآن الكريم القاهرة دار الحديث. كتاب: عضيمة محمد عبد الخالق. )1999(. المغني في تصريف األفعال ط 2 القاهرة دار الحديث. كتاب: ابن عقيل عبد هللا بن عبد الرحمن.) 1980 (.المساعد على تسهيل الفوائد تحقيق محمد كامل بركات نشره جامعة الملك عبد العزيز. كتاب: عياض القاضي أبو الفضل عياض بن موسى. )1998(. شرح صحيح مسلم المسمى إكمال المعلم بفوائد مسلم تحقيق د. يحيى إسماعيل ط 1 المنصورة دار الوفاء. كتاب: الفارسي أبو علي الحسن بن أحمد. )1983(. الحجة في علل القراءات تحقيق علي النجدي ناصف د. عبد الفتاح شلبي ط 2 الهيئة المصرية العامة للكتاب. مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 191 2

14 معاني استفعل في القرآن الكريم ) ( كتاب: القرطبي أبو عبد هللا محمد. )1993(. الجامع ألحكام القرآن قدم له الشيخ خليل الميس راجعه صدقي جميل خرج أحاديثه الشيخ عرفان العشا دمشق دار الفكر. كتاب: ابن منظور أبو بكر محمد بن عبيد هللا. )1883(. لسان العرب ط 1 بيروت دار صادر. كتاب: الميداني أبو الفضل أحمد. )1972(. مجمع األمثال ألبي الفضل أحمد الميداني حققه محمد محيي الدين عبد الحميد ط 3 دار الفكر. كتاب: اليزدي الخضر. )2008(. شرح شافية ابن الحاجب دراسة وتحقيق د. حسن أحمد العثمان ط 1 بيروت مؤسسة الريان. كتاب: ابن يعيش يعيش بن علي شرح المفصل القاهرة مكتبة المتنبي. 192 مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 2

15 د. مالذ زليخة ) ( الهوامش : )1( سأفصل القول مع التوثيق الحق ا في صلب البحث. )2( انظر: ارتشاف الضرب 177 وهمع الهوامع 28 / 6 وما بعدها وشذا العرف 56 )3( اجلو ذ : أسرع. لسان العرب )جلذ(. )4( الممتع 132 )5( كما فعل ابن عاشور في جل تفسيره لمعنى الزيادة في استفعل في كتابه التحرير والتنوير ولعله أخذ هذا المعنى من الرضي الذي سأنقله الحق ا فظن أن هذا المعنى ينسحب على كل زيادة ذكر العلماء أنها بمعنى المجرد وسأذكر أقواله في موضعها. )6( شرح شافية ابن الحاجب 112 1/ )7( شرح المفصل البن يعيش 161 7/ )8( شرح شافية ابن الحاجب للخضر اليزدي 230 1/ )9( شرح شافية ابن الحاجب للرضي / )10( الخ و ان: الذي يؤكل عليه معر ب. لسان العرب )خون(. )11( شذا العرف 68 )12( الكتاب 70 /4 )13( النور 59 / 24 )14( مفردات ألفاظ القرآن )أذن(. )15( النور 27 /24 )16( مفردات ألفاظ القرآن )أنس(. )17( لسان العرب )أنس(. )18( التحرير والتنوير 158 /18 )19( يوسف 76 /12 )20( النحل 14 /16 )21( التحرير والتنوير 95 /13 )22( األنعام 71 /6 )23( مفردات ألفاظ القرآن )هوى( )24( التحرير والتنوير 162 /6 )25( انظر الحجة في علل القراءات 325 3/ بتصرف والبحر المحيط 551 4/ )26( البحر المحيط 551 /4 )27( الكشاف 363 /2 )28( التحرير والتنوير 162 /6 )29( القصص.18 /28 )30( مفردات ألفاظ القرآن )نصر( )31( أي من األمثلة التي وردت في القرآن تدل على معنى الطلب انظر دراسات ألسلوب القرآن مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 193 2

16 معاني استفعل في القرآن الكريم ) ( الكريم 656 /1 )32( آل عمران.155 /3 )33( الكشاف 645 /1 وروح المعاني 430 /4 )34( البحر المحيط 398 /3 )35( التحرير والتنوير /3 )36( انظر: المساعد على تسهيل الفوائد 606 2/ )37( شرح شافية ابن الحاجب للرضي 83 1/ )38( البقرة 186 /2 )39( آل عمران 195 /3 )40( البقرة 186 /2 )41( مفردات ألفاظ القرآن )جوب(. )42( انظر: لسان العرب )جوب( والبحر المحيط 476 3/ والجامع ألحكام القرآن 292 1/ )43( التحرير والتنوير 313 /3 )44( الفروق في اللغة 217 )45( البحر المحيط 498 /4 )46( البحر المحيط 472 /3 )47( تفسير الشعراوي 3603 /6 )48( النمل 62 /27 )49( البقرة 186 /2 )50( الحديث عن أبي هريرة رضي هللا عنه في شرح صحيح مسلم 47 7/ كتاب السالم باب )من حق المسلم للمسلم رد السالم( رقم )5778( )51( غافر 40/60 )52( البقرة 186 /2 )53( األنعام 36 /6 )54( األنفال 9 /8 )55( أسباب النزول للسيوطي 174 )56( مجمع األمثال للميداني 10 1/ )57( شذا العرف 69 )58( النور 55 / 24 )59( مفردات ألفاظ القرآن )خلف( )60( التحرير والتنوير 247 /8 )61( وقد رأى ذلك أيض ا الشيخ عضيمة في دراسات ألسلوب القرآن 656 1/ )62( المساعد على تسهيل الفوائد 606 2/ )63( شرح شافية ابن الحاجب 111 1/ وانظر لسان العرب )لئم(. )64( القصص 26 / مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 2

17 د. مالذ زليخة ) ( )65( همع الهوامع 28 6/ وانظر دراسات ألسلوب القرآن 656 1/ )66( يوسف 54 / 12 )67( الكشاف 299 /3 )68( التحرير والتنوير 80 /12 )69( فتح القدير 42 /3 )70( نفسه 42 /3 )71( انظر دراسات ألسلوب القرآن 656 1/ )72( الكتاب 3/239 وشرح المفصل البن يعيش 7/161 وشرح شافية ابن الحاجب للرضي 1/111 والمنصف 77 1/ والممتع في التصريف 132 والمساعد على تسهيل الفوائد 2/ 606 واألصول في النحو 3/128 وانظر دراسات ألسلوب القرآن 656 1/ )73( النحل 80 / 16 )74( البحر المحيط 576 /6 وانظر الكشاف 459 /3 )75( روح المعاني 595 /14 )76( التحرير والتنوير 192 /13 )77( المغني في تصريف األفعال 151 )78( النمل 14 / 27 )79( دراسات ألسلوب القرآن الكريم 656 1/ )80( البقرة 34 / 2 )81( إبراهيم 21 / 14 )82( شرح شافية ابن الحاجب للرضي 106 1/ )83( البحر المحيط 94 5/ وانظر: دراسات ألسلوب القرآن 1/685 )84( البحر المحيط 272 6/ وانظر دراسات ألسلوب القرآن 685 1/ )85( في لسان العرب )هتر(: )اله ت ر م ز ق الع ر ض ه ت ر ه ي ه ت ر ه ه ت ر ا وه ت ر ه ورجل م س ت ه ت ر ال يبالي ما قيل فيه وال ما قيل له وال ما ش ت م به... وأ ما االس ت ه تار فهو الو لوع بالشيء واإل فراط فيه حتى كأ نه أ ه ت ر أ ي خ ر ف... وقول ه ت ر ك ذ ب واله ت ر بالكسر الس ق ط من الكالم والخطأ فيه(. )86( شذا العرف 69 )87( العلق 7 /96 )88( المساعد على تسهيل الفوائد 606 2/ وارتشاف الضرب والهمع 606 2/ )89( آل عمران 170 / 3 )90( التوبة 111 / 9 )91( عبس 39 / 80 )92( التحرير والتنوير 233 /10 )93( البحر المحيط 431 /3 )94( المحرر الوجيز 421 /3 )95( البحر المحيط 510 /5 مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 195 2

18 معاني استفعل في القرآن الكريم ) ( )96( انظر مفردات ألفاظ القرآن )بشر( ولسان العرب )بشر(. )97( الفعل استبشر يأتي الزم ا ومتعدي ا قال الراغب: )وأبشر يكون الزم ا ومتعدي ا يقال: بشرته فأبشر أي: استبشر وأبشرته( مفردات ألفاظ القرآن )بشر(. )98( البقرة 26 / 2 )99( النساء 172 / 4 )100( التوبة 7 / 9 )101( مفردات ألفاظ القرآن )قوم(. )102( البحر المحيط 45 /1 )103( التحرير والتنوير 167 /11 )104( األعراف 182 / 7 )105( مفردات ألفاظ القرآن )درج(. )106( التحرير والتنوير 94 / مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 2

19 د. مالذ زليخة ) ( Meanings of (Istafil) in the Qur an Karim Dr. Malath Zoulikha Faculty of Arts - Damascus University Damascus - Syria Abstract This study discusses an important issue concerning the possible meanings of the syntactic pattern (istaf ala) in the Holy Quran. It shows that while some of the meanings of this pattern are fairly explicit, others may be implicit thus requiring a greater effort to infer. The latter have been referred to by Arab syntacticians and scholars of jurisprudence as the enriched forms. The study has also shown that the rule which states that an increase in form should indicate an additional meaning applies consistently to all lexical items and syntactic patterns used in the Quran due to the miraculous nature of this holy book. Such an issue requires further investigation to dig out the hidden meanings in those forms. مجادى اآلخرة 1432 ه يونيو 2011 م جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية اجمللد 8 عدد 197 2